فصل: بَاب صفة الْجُلُوس للتَّشَهُّد وَالْإِشَارَة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الأحكام الشرعية الكبرى



.بَاب يرفع يَدَيْهِ قبل رُكْبَتَيْهِ إِذا نَهَضَ:

التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا سَلمَة بن شبيب وَأحمد بن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِي وَالْحسن بن عَليّ الْحلْوانِي وَعبد اللَّهِ بن مُنِير وَغير وَاحِد، قَالُوا: ثَنَا يزِيد بن هَارُون، أَنا شريك، عَن عَاصِم بن كُلَيْب، عَن أَبِيه، عَن وَائِل بن حجر قَالَ: «رَأَيْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا سجد يضع رُكْبَتَيْهِ قبل يَدَيْهِ، وَإِذا نَهَضَ رفع يَدَيْهِ قبل رُكْبَتَيْهِ».
النَّسَائِيّ: أخبرنَا الْحُسَيْن بن عِيسَى، إِسْحَاق بن مَنْصُور قَالَا: ثَنَا يزِيد بِهَذَا الْإِسْنَاد مثله.

.بَاب يعْتَمد على الأَرْض إِذا قَامَ:

البُخَارِيّ: حَدثنَا مُعلى بن أَسد، ثَنَا وهيب، عَن أَيُّوب، عَن أبي قلَابَة قَالَ: «جَاءَنَا مَالك بن الْحُوَيْرِث فصلى بِنَا فِي مَسْجِدنَا هَذَا فَقَالَ: لأصلي بكم وَمَا أُرِيد الصَّلَاة، لكني أُرِيد أَن أريكم كَيفَ رَأَيْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي. قَالَ أَيُّوب: فَقلت لأبي قلَابَة: وَكَيف كَانَت صلَاته؟ قَالَ: مثل صَلَاة شَيخنَا هَذَا- يَعْنِي عَمْرو بن سَلمَة- قَالَ أَيُّوب: وَكَانَ ذَلِك الشَّيْخ يتم التَّكْبِير، وَإِذا رفع رَأسه عَن السَّجْدَة الثَّانِيَة جلس وَاعْتمد على الأَرْض ثمَّ قَامَ».
النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُحَمَّد بن بشار، ثَنَا عبد الْوَهَّاب، ثَنَا خَالِد، عَن أبي قلَابَة قَالَ: كَانَ مَالك بن الْحُوَيْرِث يأتينا فَيَقُول: «أَلا أحدثكُم عَن صَلَاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيصَلي فِي غير وَقت صَلَاة، فَإِذا رفع رَأسه من السَّجْدَة الثَّانِيَة فِي أول الرَّكْعَة اسْتَوَى قَاعِدا ثمَّ قَامَ فاعتمد على الأَرْض».

.بَاب يكبر حِين ينْهض من الِاثْنَيْنِ:

البُخَارِيّ: حَدثنَا يحيى بن بكير، ثَنَا اللَّيْث، عَن عقيل، عَن ابْن شهَاب، أَخْبرنِي أَبُو بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: «كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا قَامَ إِلَى الصَّلَاة يكبر حِين يقوم، ثمَّ يكبر حِين يرْكَع، ثمَّ يَقُول: سمع اللَّهِ لمن حَمده. حِين يرفع صلبه من الرُّكُوع، ثمَّ يَقُول وَهُوَ قَائِم: رَبنَا لَك الْحَمد، ثمَّ يكبر حِين يهوي، ثمَّ يكبر حِين يرفع رَأسه، ثمَّ يكبر حِين يسْجد، ثمَّ يكبر حِين يرفع رَأسه، ثمَّ يفعل ذَلِك فِي الصَّلَاة كلهَا حَتَّى يَقْضِيهَا، وَيكبر حِين يقوم من الثِّنْتَيْنِ بعد الْجُلُوس». قَالَ عبد اللَّهِ عَن اللَّيْث: «وَلَك الْحَمد».

.بَاب تقَارب الصَّلَاة فِي الرُّكُوع وَالسُّجُود:

مُسلم: حَدثنَا عبيد اللَّهِ بن معَاذ، ثَنَا أبي ثَنَا شُعْبَة، عَن الحكم قَالَ: «غلب على الْكُوفَة رجل- قد سَمَّاهُ- زمن ابْن الْأَشْعَث، فَأمر أَبَا عُبَيْدَة بن عبد اللَّهِ أَن يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَكَانَ يُصَلِّي، فَإِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع قَامَ قدر مَا أَقُول: اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد ملْء السَّمَاوَات وملء الأَرْض وملء مَا شِئْت من شَيْء بعد، أهل الثَّنَاء وَالْمجد، لَا مَانع لما أَعْطَيْت، وَلَا معطي لما منعت، وَلَا ينفع ذَا الْجد مِنْك الْجد». قَالَ الحكم: فَذكرت ذَلِك لعبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى فَقَالَ: سَمِعت الْبَراء بن عَازِب يَقُول: «كَانَت صَلَاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وركوعه، وَإِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع، وَسُجُوده، وَمَا بَين السَّجْدَتَيْنِ قَرِيبا من السوَاء».
مُسلم: حَدثنَا حَامِد بن عمر البكراوي وَأَبُو كَامِل كِلَاهُمَا عَن أبي عوَانَة، قَالَ حَامِد: ثَنَا أَبُو عوَانَة، عَن هِلَال بن أبي حميد، عَن عبد الرَّحْمَن بْن أبي ليلى، عَن الْبَراء بن عَازِب قَالَ: «رمقت الصَّلَاة مَعَ مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوجدت قِيَامه، فركعته، فاعتداله بعد رُكُوعه، فسجدته، فجلسته بَين السَّجْدَتَيْنِ، فسجدته، فجلسته مَا بَين التَّسْلِيم والانصراف قَرِيبا من السوَاء».
البُخَارِيّ: حَدثنَا بدل بن المحبر، ثَنَا شُعْبَة، أَخْبرنِي الحكم، عَن ابْن أبي ليلى، عَن الْبَراء بن عَازِب قَالَ: «كَانَ رُكُوع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسُجُوده وَبَين السَّجْدَتَيْنِ وَإِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع، مَا خلا الْقيام وَالْقعُود، قَرِيبا من السوَاء».

.بَاب صفة الْجُلُوس للتَّشَهُّد وَالْإِشَارَة:

البُخَارِيّ: حَدثنَا عبد اللَّهِ بن مسلمة، عَن مَالك عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم، عَن عبد اللَّهِ بن عبد اللَّهِ أَنه أخبرهُ «أنه كَانَ يرى عبد اللَّهِ بن عمر يتربع فِي الصَّلَاة إِذا جلس، ففعلته وَأَنا يَوْمئِذٍ حَدِيث السن، فنهاني عبد اللَّهِ بن عمر، وَقَالَ: إِنَّمَا سنة الصَّلَاة أَن تنصب رجلك الْيُمْنَى، وثثني الْيُسْرَى. فَقلت: إِنَّك تفعل ذَلِك. فَقَالَ: إِن رجْلي لَا تحملاني».
النَّسَائِيّ: أخبرنَا الرّبيع بن سُلَيْمَان بن دَاوُد، ثَنَا إِسْحَاق بن بكر، حَدثنِي أبي، عَن عَمْرو بن الْحَارِث، عَن يحيى، أَن الْقَاسِم حَدثهُ، عَن عبد الله بْن عبد الله بن عمر، عَن أَبِيه قَالَ: «من سنة الصَّلَاة أَن تنصب الْقدَم الْيُمْنَى، واستقباله بأصابعها الْقبْلَة، وَالْجُلُوس على الْيُسْرَى».
البُخَارِيّ: حَدثنَا يحيى بن بكير، ثَنَا اللَّيْث، عَن خَالِد، عَن سعيد- يَعْنِي ابْن أبي هِلَال- عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حلحلة، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَطاء.
وثنا اللَّيْث، عَن يزِيد بن أبي حبيب وَيزِيد بن مُحَمَّد، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بْن حلحلة، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَطاء «أنه كَانَ جَالِسا مَعَ نفر من أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكرنَا صَلَاة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبُو حميد السَّاعِدِيّ: أَنا كنت أحفظكم لصَلَاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَأَيْته إِذا كبر جعل يَدَيْهِ حَذْو مَنْكِبَيْه، وَإِذا ركع امكن يَدَيْهِ من رُكْبَتَيْهِ ثمَّ هصر ظَهره، فَإِذا رفع رَأسه اسْتَوَى حَتَّى يعود كل فقار مَكَانَهُ، فَإِذا سجد وضع يَدَيْهِ غير مفترش وَلَا قابضهما، واستقبل بأطراف أَصَابِع رجلَيْهِ الْقبْلَة، وَإِذا جلس فِي الرَّكْعَتَيْنِ جلس على رجله الْيُسْرَى وَنصب الْيُمْنَى، وَإِذا جلس فِي الرَّكْعَة الْآخِرَة قدم رجله الْيُسْرَى، وَنصب الْأُخْرَى، وَقعد على مَقْعَده».
سمع اللَّيْث يزِيد بن أبي حبيب، وَيزِيد من ابْن حلحلة، وَابْن حلحلة من ابْن عَطاء.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُؤَمل بن هِشَام، ثَنَا إِسْمَاعِيل، عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق، حَدثنِي عَليّ بن يحيى بن خَلاد بن رَافع، عَن أَبِيه، عَن عَمه رِفَاعَة بن رَافع، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تَعْلِيم الرجل الصَّلَاة- قَالَ: «إِذا أَنْت قُمْت فِي صَلَاتك فَكبر اللَّهِ، ثمَّ اقْرَأ مَا تيَسّر عَلَيْك من الْقُرْآن، وَقَالَ فِيهِ: فَإِذا جَلَست فِي وسط الصَّلَاة فأطمئن وافترش فخذك الْيُسْرَى، ثمَّ تشهد، ثمَّ إِذا قُمْت فَمثل ذَلِك حَتَّى تفرغ من صَلَاتك».
مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن معمر بن ربعي الْقَيْسِي، ثَنَا أَبُو هِشَام المَخْزُومِي، عَن عبد الْوَاحِد- وَهُوَ ابْن زِيَاد- ثَنَا عُثْمَان بن حَكِيم، حَدثنِي عَامر بْن عبد اللَّهِ بن الزبير، عَن أَبِيه قَالَ: «كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا قعد فِي الصَّلَاة جعل قدمه الْيُسْرَى بَين فَخذه وَسَاقه، وفرش قدمه الْيُمْنَى، وَوضع يَده الْيُسْرَى على ركبته الْيُسْرَى، وَوضع يَده الْيُمْنَى على فَخذه الْيُمْنَى، وَأَشَارَ بإصبعه».
النَّسَائِيّ: أخبرنَا سُوَيْد بن نصر، أَنا عبد اللَّهِ- هُوَ ابْن الْمُبَارك- عَن زَائِدَة، ثَنَا عَاصِم بن كُلَيْب، حَدثنِي أبي، أَن وَائِل بن حجر أخبرهُ قَالَ: «قلت: لأنظرن إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيفَ يُصَلِّي. فَنَظَرت إِلَيْهِ فَقَامَ فَكبر وَرفع يَدَيْهِ حَتَّى حاذتا بأذنيه، ثمَّ وضع يَده الْيُمْنَى على كَفه الْيُسْرَى والرسغ والساعد، ثمَّ لما أَرَادَ أَن يرْكَع رفع يَدَيْهِ مثلهَا قَالَ: وَوضع يَدَيْهِ على رُكْبَتَيْهِ، ثمَّ لما رفع رَأسه رفع يَدَيْهِ مثلهَا، ثمَّ سجد فَجعل كفيه بحذاء أُذُنَيْهِ، ثمَّ قعد وافترش رجله الْيُسْرَى، وَوضع كَفه الْيُسْرَى على فَخذه وركبته الْيُسْرَى، وَجعل حد مرفقه الْأَيْمن على فَخذه الْيُمْنَى، ثمَّ قبض اثْنَتَيْنِ من أَصَابِعه وَحلق حلقه ثمَّ رفع إصبعه فرأيته يحركها يَدْعُو بهَا».
مُسلم: حَدثنِي مُحَمَّد بن رَافع وَعبد بن حميد، قَالَ عبد: أَنا، وَقَالَ ابْن رَافع: حَدثنَا عبد الرَّزَّاق، أَنا معمر، عَن عبيد اللَّهِ بن عمر، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر: «أن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذا جلس فِي الصَّلَاة وضع يَدَيْهِ على رُكْبَتَيْهِ، وَرفع إصبعه الْيُمْنَى الَّتِي تلِي الْإِبْهَام فَدَعَا بهَا، وَيَده الْيُسْرَى على ركبته باسطها عَلَيْهَا».
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْحسن المصِّيصِي، ثَنَا حجاج، عَن ابْن جريج، عَن زِيَاد، عَن مُحَمَّد بن عجلَان، عَن عَامر بن عبد اللَّهِ، عَن عبد الله بْن الزبير أَنه ذكر: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُشِير بإصبعه إِذا دَعَا وَلَا يحركها» قَالَ ابْن جريج: وَزَاد عَمْرو بن دِينَار قَالَ: أَخْبرنِي عَامر، عَن أَبِيه «أنه رأى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو كَذَلِك، ويتحامل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ الْيُسْرَى على فَخذه الْيُسْرَى».
قَالَ: وثنا مُحَمَّد بن بشار، ثَنَا يحيى، ثَنَا ابْن عجلَان بِهَذَا الْإِسْنَاد وَهَذَا الحَدِيث قَالَ: «لَا يُجَاوز بَصَره إِشَارَته».
وَحَدِيث حجاج أتم.
أَبُو بكر بن أبي شيبَة: حَدثنَا أَبُو خَالِد الْأَحْمَر، عَن ابْن عجلَان بِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ: «كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا جلس يَدْعُو وضع يَده الْيُمْنَى على فَخذه الْيُمْنَى، وَيَده الْيُسْرَى على فَخذه الْيُسْرَى، وَأَشَارَ بإصبعه السبابَة، وَوضع إبهامه على إصبعه الْوُسْطَى، ويلقم كَفه الْيُسْرَى ركبته».
النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُحَمَّد بن عبد اللَّهِ بن الْمُبَارك، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة، ثَنَا الْأَعْمَش، عَن أبي صَالح، عَن سعد قَالَ: «مر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنا أَدْعُو بأصابعي فَقَالَ: أحد أحد وَأَشَارَ بالسبابة».
وَقَالَ فِي حَدِيث آخر: أَنا أَحْمد بن يحيى الصُّوفِي، ثَنَا أَبُو نعيم، ثَنَا عِصَام بن قدامَة الجدلي، ثَنَا مَالك بن نمير الْخُزَاعِيّ- من أهل الْبَصْرَة- أَن أَبَاهُ حَدثهُ «أنه رأى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدا فِي الصَّلَاة وَاضِعا ذراعه الْيُمْنَى على فَخذه الْيُمْنَى، رَافع إصبعه السبابَة قد حناها شَيْئا وَهُوَ يَدْعُو».
النَّسَائِيّ: أخبرنَا إِسْمَاعِيل بن مَسْعُود، ثَنَا بشر بن الْمفضل، ثَنَا عَاصِم بْن كُلَيْب، عَن أَبِيه، عَن وَائِل بن حجر «وصف صَلَاة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَقبض ثِنْتَيْنِ وَحلق، ورأيته يَقُول هَكَذَا- وَأَشَارَ بشر بالسبابة من الْيُمْنَى، وَحلق الْإِبْهَام وَالْوُسْطَى».
النَّسَائِيّ: أخبرنَا قُتَيْبَة بن سعيد، عَن مَالك، عَن مُسلم بن أبي مَرْيَم، عَن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن قَالَ: «رَآنِي ابْن عمر وَأَنا أعبث بالحصى فِي الصَّلَاة فَلَمَّا انْصَرف نهاني وَقَالَ: اصْنَع كَمَا كَانَ- يَعْنِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يصنع. قلت: وَكَيف كَانَ يصنع؟ قَالَ: كَانَ إِذا جلس فِي الصَّلَاة وضع كَفه الْيُمْنَى على فَخذه الْيُمْنَى، وَقبض يَعْنِي أَصَابِعه كلهَا، وَأَشَارَ بإصبعه الَّتِي تلِي الْإِبْهَام، وَوضع كَفه الْيُسْرَى على فَخذه الْيُسْرَى».
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار، حَدثنَا أَبُو عَامر، ثَنَا فليح بن سُلَيْمَان الْمدنِي، ثَنَا عَبَّاس بن سهل السَّاعِدِيّ قَالَ: «اجْتمع أَبُو حميد وَأَبُو أسيد وَسَهل بْن سعد وَمُحَمّد بن مسلمة فَذكرُوا صَلَاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبُو حميد: أَنا أعلمكُم بِصَلَاة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِن رَسُول اللهِ جلس- يَعْنِي للتَّشَهُّد- فافترش رجله الْيُسْرَى، وَأَقْبل بصدر الْيُمْنَى على قبلته، وَوضع كَفه الْيُمْنَى على ركبته الْيُمْنَى، وكفه الْيُسْرَى على ركبته الْيُسْرَى، وَأَشَارَ بإصبعه- يَعْنِي: السبابَة».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.

.بَاب مَا يَقُول إِذا قعد للتَّشَهُّد:

مُسلم: حَدثنَا سعيد بن مَنْصُور وقتيبة وأَبُو كَامِل الجحدري وَمُحَمّد بْن عبد الْملك الْأمَوِي- وَاللَّفْظ لأبي كَامِل- قَالُوا: ثَنَا أَبُو عوَانَة، عَن قَتَادَة، عَن يُونُس بن جُبَير، عَن حطَّان بن عبد اللَّهِ الرقاشِي قَالَ: «صليت مَعَ أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ صَلَاة، فَلَمَّا كَانَ عِنْد الْقعدَة قَالَ رجل من الْقَوْم: أقرَّت الصَّلَاة بِالْبرِّ وَالزَّكَاة. قَالَ: فَلَمَّا قضى أَبُو مُوسَى الصَّلَاة وَسلم انْصَرف، فَقَالَ: أَيّكُم الْقَائِل كلمة كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: فأرم الْقَوْم، قَالَ: أَيّكُم الْقَائِل كلمة كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: فأرم الْقَوْم فَقَالَ: لَعَلَّك يَا حطَّان قلتهَا؟ قَالَ: مَا قلتهَا وَلَقَد رهبت أَن تبكعني بهَا. فَقَالَ رجل من الْقَوْم: أَنا قلتهَا وَلم أرد بهَا إِلَّا الْخَيْر. فَقَالَ أَبُو مُوسَى مَا تَعْمَلُونَ كَيفَ تَقولُونَ فِي صَلَاتكُمْ، إِن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبنَا فَبين لنا سنتنا وَعلمنَا صَلَاتنَا فَقَالَ: إِذا صليتم فأقيموا صفوفكم، ثمَّ ليؤمكم أحدكُم، فَإِذا كبر فكبروا، وَإِذا قَالَ: غير المغضوب عَلَيْهِم وَلَا الضَّالّين. فَقولُوا: آمين، يجبكم اللَّهِ، فَإِذا كبر وركع فكبروا واركعوا، فَإِن الإِمَام يرْكَع قبلكُمْ وَيرْفَع قبلكُمْ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَتلك بِتِلْكَ. وَإِذا قَالَ: سمع الله لمن حَمده فَقولُوا: اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد. يسمع اللَّهِ لكم، فَإِن الله عز وَجل- قَالَ على لِسَان نبيه: سع اللَّهِ لمن حَمده. وَإِذا كبر وَسجد فكبروا واسجدوا، فَإِن الإِمَام يسْجد قبلكُمْ وَيرْفَع قبلكُمْ، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَتلك بِتِلْكَ. وَإِذا كَانَ عِنْد الْقعدَة فَلْيَكُن من أول قوم أحدكُم: التَّحِيَّات الطَّيِّبَات الصَّلَوَات لله، السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة اللَّهِ وَبَرَكَاته، السَّلَام علينا وعَلى عباد اللَّهِ الصَّالِحين، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا اللَّهِ، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله».
مُسلم: حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب وَعُثْمَان بن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، قَالَ إِسْحَاق: أَنا. وَقَالَ الْآخرَانِ: ثَنَا جرير، عَن مَنْصُور، عَن أبي وَائِل، عَن عبد اللَّهِ قَالَ: «كُنَّا نقُول فِي الصَّلَاة خلف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: السَّلَام على اللَّهِ، السَّلَام على فلَان. فَقَالَ لنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَات يَوْم: إِن اللَّهِ هُوَ السَّلَام فَإِذا قعد أحدكُم فِي الصَّلَاة فَلْيقل: التَّحِيَّات لله والصلوات والطيبات، السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة اللَّهِ وَبَرَكَاته، السَّلَام علينا وعَلى عباد الله الصَّالِحين، فَإِذا قَالَهَا أَصَابَت كل عبد لله صَالح فِي السَّمَاء وَالْأَرْض، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا اللَّهِ وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله، ثمَّ يتَخَيَّر من الْمَسْأَلَة مَا شَاءَ».
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، ثَنَا أَبُو نعيم، ثَنَا سيف بن أبي سُلَيْمَان، سَمِعت مُجَاهدًا يَقُول: حَدثنِي عبد اللَّهِ بن سَخْبَرَة قَالَ: سَمِعت ابْن مَسْعُود يَقُول: «عَلمنِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّشَهُّد، كفي بَين كفيه كَمَا يعلمني السُّورَة من الْقُرْآن. واقتص التَّشَهُّد بِمثل مَا اقتصوا».
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُسَدّد، ثَنَا يحيى، عَن الْأَعْمَش، حَدثنِي شَقِيق، عَن عبد اللَّهِ قَالَ: «كُنَّا إِذا كُنَّا مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاة قُلْنَا: السَّلَام على اللَّهِ من عباده، السَّلَام على فلَان وَفُلَان، فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَقولُوا السَّلَام على اللَّهِ؛ فَإِن اللَّهِ هُوَ السَّلَام، وَلَكِن قُولُوا: التَّحِيَّات لله والصلوات والطيبات، السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة اللَّهِ وَبَرَكَاته...» ذكر نَحوه.
مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، ثَنَا لَيْث.
وثنا مُحَمَّد بن رمح، أَنا اللَّيْث، عَن أبي الزبير، عَن سعيد بن جُبَير وعَن طَاوس، عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ: «كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلمنَا التَّشَهُّد كَمَا يعلمنَا السُّورَة من الْقُرْآن، وَكَانَ يَقُول: التَّحِيَّات المباركات الصَّلَوَات الطَّيِّبَات لله، السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة اللَّهِ وَبَرَكَاته، السَّلَام علينا وعَلى عباد اللَّهِ الصَّالِحين، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا اللَّهِ، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله».
وَفِي رِوَايَة ابْن رمح: «كَمَا يعلمنَا الْقُرْآن».
النَّسَائِيّ: أخبرنَا أَحْمد بن عَمْرو بن السَّرْح، ثَنَا ابْن وهب، أَخْبرنِي عَمْرو بن الْحَارِث، أَن زيد بن أبي أنيسَة الْجَزرِي حَدثهُ، أَن أَبَا إِسْحَاق حَدثهُ، عَن الْأسود وعلقمة، عَن عبد اللَّهِ قَالَ: «كُنَّا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا نعلم شَيْئا فَقَالَ لنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُولُوا فِي كل جلْسَة: التَّحِيَّات لله والصلوات والطيبات، السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة اللَّهِ وَبَرَكَاته، السَّلَام علينا وعَلى عباد اللَّهِ الصَّالِحين، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا اللَّهِ وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله».
النَّسَائِيّ: أخبرنَا إِسْمَاعِيل بن مَسْعُود، ثَنَا خَالِد، ثَنَا سعيد، عَن قَتَادَة، عَن يُونُس بن جُبَير، عَن حطَّان بن عبد اللَّهِ الرقاشِي، أَنه حدث أَنه شهد أَبَا مُوسَى، فَذكر الحَدِيث عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِيهِ: «وَإِذا كَانَ عِنْد الْقعدَة فَلْيَكُن من أول قَول أحدكُم: التَّحِيَّات الطَّيِّبَات الصَّلَوَات لله، سَلام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة اللَّهِ وَبَرَكَاته، سَلام علينا وعَلى عباد اللَّهِ الصَّالِحين، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا اللَّهِ وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله، سبع كَلِمَات وَهِي تَحِيَّة الصَّلَاة».
النَّسَائِيّ: أخبرنَا أَبُو الْأَشْعَث أَحْمد بن الْمِقْدَام، ثَنَا الْمُعْتَمِر، سَمِعت أبي يحدث عَن قَتَادَة، عَن أبي غلاب، عَن حطَّان بن عبد اللَّهِ الرقاشِي «أنهم صلوا مَعَ أبي مُوسَى فَقَالَ: إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذا كَانَ عِنْد الْقعدَة فَلْيَكُن من أول قَول أحدكُم: التَّحِيَّات الطَّيِّبَات الصَّلَوَات لله، السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة اللَّهِ وَبَرَكَاته، السَّلَام علينا وعَلى عباد اللَّهِ الصَّالِحين، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا اللَّهِ وَحده لَا شريك لَهُ، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله». زَاد فِيهِ على أَصْحَاب قَتَادَة: «وَحده لَا شريك لَهُ».
وَخَالفهُ هِشَام وَسَعِيد وَأَبَان وَأَبُو عوَانَة وَغَيرهم، عَن قَتَادَة.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا نصر بن عَليّ، ثَنَا أبي، عَن شُعْبَة، عَن أبي بشر، عَن مُجَاهِد، عَن ابْن عمر، «عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّشَهُّد: التَّحِيَّات الطَّيِّبَات الصَّلَوَات لله، السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة اللَّهِ- قَالَ ابْن عمر: زِدْت فِيهَا وَبَرَكَاته- السَّلَام علينا وعَلى عباد اللَّهِ الصَّالِحين، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا اللَّهِ- قَالَ: وزدت أَنا: وَحده لَا شريك لَهُ- وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله».
قَالَ أَبُو بكر الْبَزَّار: رَوَاهُ غير وَاحِد عَن ابْن عمر، رَوَاهُ عبد اللَّهِ بن باباه، ومحارب بن دثار، وَحَدِيث أبي بشر، عَن مُجَاهِد، عَن ابْن عمر لَا نعلم أحدا رَفعه عَن شُعْبَة إِلَّا عَليّ بن نصر، وَرَوَاهُ غَيره مَوْقُوفا.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا النُّفَيْلِي، ثَنَا زُهَيْر، ثَنَا الْحسن بن الْحر، عَن الْقَاسِم بْن مخيمرة قَالَ: «أَخذ عَلْقَمَة بيَدي، فَحَدثني أَن عبد اللَّهِ بن مَسْعُود أَخذ بِيَدِهِ، وَأَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخذ بيد عبد اللَّهِ فَعلمه التَّشَهُّد فِي الصَّلَاة...» فَذكر مثل حَدِيث الْأَعْمَش، وَقد تقدم من طَرِيق البُخَارِيّ، زَاد: «إِذا قلت هَذَا فقد قضيت صَلَاتك، إِن شِئْت أَن تقوم فَقُمْ، وَإِن شِئْت أَن تقعد فَاقْعُدْ».
وَالصَّحِيح فِي هَذِه الزِّيَادَة أَنَّهَا من قَول ابْن مَسْعُود ذكر ذَلِك أَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ وَأَبُو بكر الْخَطِيب فِي كِتَابه الْمُسَمّى بِالْفَصْلِ للوصل.
وَذكر أَبُو الْحسن قَالَ: ثَنَا إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الصفار، ثَنَا الْحسن بن مكرم، ثَنَا شَبابَة بن سوار، ثَنَا أَبُو خَيْثَمَة زُهَيْر بن مُعَاوِيَة، ثَنَا الْحسن بن الْحر، عَن الْقَاسِم بن مخيمرة قَالَ: «أَخذ عَلْقَمَة بيَدي وَقَالَ: أَخذ ابْن مَسْعُود بيَدي وَقَالَ: أَخذ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيَدي، فعلمني التَّشَهُّد: التَّحِيَّات لله والصلوات والطيبات السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة اللَّهِ وَبَرَكَاته، السَّلَام علينا وعَلى عباد اللَّهِ الصَّالِحين، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا اللَّهِ، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله. قَالَ عبد اللَّهِ: فَإِذا قلت ذَلِك فقد قضيت مَا عَلَيْك من الصَّلَاة، فَإِن شِئْت أَن تقوم فَقُمْ، وَإِن شِئْت أَن تقعد فَاقْعُدْ».